الانتقاء الرياضي للاعبي رياضة الكاراتيه
:
مدخل الانتقاء والاختيار في رياضة الكاراتيه:
إن احتمالات وصول الناشئ إلى المستويات العليا في المجال الرياضي التخصصي كرياضة الكاراتيه، تصبح ذات فاعلية إذا أمكن من البداية الانتقاء والاختيار للناشئ وتوجيه إلى نوع النشاط الرياضي الذي يتلاءم مع استعداداته وقدراته المختلفة والتنبؤ وفقاً للأسس والمعايير العلمية بمدى تأثير عمليات التدريب والممارسة على الإنماء والتطوير لتلك الاستعدادات والقدرات المختلفة بطريقة فعالة تمكن اللاعب من تحقيق التقدم المستمر في نشاطه الرياضي، وهذا ما تستهدفه عملية الانتقاء في المجال الرياضي من اختيار أفضل الناشئين لممارسة نشاط رياضي متخصص والوصول بهم لأعلى المستويات في هذا النشاط ومسابقاته المتعددة.
أن مفهوم الانتقاء يحتوي على عملية اختيار أفضل الرياضيين على فترات زمنية متعددة بناء على مراحل الإعداد الرياضي المتعددة، لذا يتضح لنا أن عملية إعداد الرياضيين دون القيام بالانتقاء الأولى المقنن يعد عملية تفتقد لمقومات النجاح والاستمرارية لتحقيق الأهداف المحددة من قبل والتي يسعى الانتقاء خطوة أساسية لتحقيقها.
مفهوم الانتقاء والاختيار وأهميته خلال رياضة الكاراتيه:
وهنا يجب على لجان اختيار وانتقاء اللاعبين سواء بالنادي أو المنتخب أن يضعوا نصب أعينهم، أن قبول الراغبين لممارسة رياضة الكاراتيه بمسابقاتها المتعددة دون إخضاعهم لاختيارات دقيقة خاصة بمتطلبات رياضة الكاراتيه، يعد خطأ تربوي كبير حيث أن نسبة تفوقهم في تلك الرياضة قابلة للانخفاض أو الارتفاع، بمعنى صدفة الاختيار دون الرجوع إلى نتائج الاختيارات الدقيقة والخاصة بمحددات الإنتقاء في رياضة الكاراتيه وبذلك يكتشف القائمون على برامج الإعداد للاعبين المنتقون أن أغلبهم لا تساعدهم إمكانياتهم وقدراتهم للوصول إلى مستوى عالي من الإنجاز سواء في التخصص الدقيق داخل النشاط الرياضي التخصصي كالكاراتيه "مسابقات القتال الفعلي – الكوميته" ، "مسابقة القتال الوهمي – الكاتا".
لذا يتضح لنا أن عملية الاختيار والانتقاء للأطفال عند بدء انضمامهم لمدرسة الناشئين "لتعلم مهارات رياضة الكاراتيه التي توصلهم للبطولة". تتبلور في الاختيار داخل حصص التربية البدنية وأثناء النشاط واللعب غير المنظم للطفل، ويجب خلال تلك العملية الموجهة للاختيار والانتقاء الملاحظة الأولية لنسب تواجد بعض من المحددات التي تعتبر ضرورية ومؤشر واضح لبدء متابعة المراحل المتعددة ومظاهرها المختلفة، تمهيداً لتخصص اللاعب ووصوله لأعلى معدلات الإنجاز الرياضي خلال رياضة الكاراتيه سواء كانت مسابقة القتال الفعلي أو مسابقة القتال الوهمي.
من هذا المنطلق للإختيار والانتقاء ولأهميته لرياضة الكاراتيه بمسابقاتها المتعددة نستعرض المراحل المتعددة للإنتقاء واختيار لاعبي رياضة الكاراتيه، حيث تناول المرحلة الأولى والتي تشتمل على الانتقاء التمهيدي في رياضة الكاراتيه من خلال محددات هامة وضرورة تواجدها بنسبة ترتفع عن 65% لدى الناشئ، وهي محدد الحالة الصحية والإمكانات الوظيفية، ثم محدد المتطلبات البدنية الأولية ومستواها، ثم محدد الحالة النفسية والإدارية الأولية ومستواها لدى الناشئين.
ثم ننتقل بالناشئ للمرحلة الثانية من الانتقاء وتشتمل على الانتقاء التوجيهي في رياضة الكاراتيه من خلال تحديد مستوى اللاعب أو اللاعبة في بعض محددات التفوق والإنجاز الرياضي برياضة الكاراتيه، وتلك الدلالات تتكون من الدلالات الخاصة بالحالة الصحية والتكيف الوظيفي مثل مؤشر ضربات القلب خلال فترة الراحة وبعد تنفيذ حمل بدني مقنن مثل أداء جملة حركية دولية " هيان - جودان HEAIN –GODAN * "الكاتا"، ثم هناك الدلالات الخاصة بالحالة البدنية والنفسية للاعب مثل حالة الاستعداد النفسي للاعب وكيفية تقديره لتصرفه السلوكي الإيجابي خلال آخر 30 ثانية من المباراة بمسابقة القتال الفعلي "الكوميته".
ثم الانتقال للمرحلة الثالثة من الانتقاء والاختيار وهي الانتقاء النهائي للاعب في رياضة الكاراتيه وتوجيهه للتخصصية الدقيقة داخل رياضة الكاراتيه.
مراحل الانتقاء والاختيار للاعبين وترشيدها برياضة الكاراتيه:
إن الانتقاء والاختيار للاعبي رياضة الكاراتيه بداً من انطلاقة ممارسة الناشئ أو الناشئة لمسابقات الكاراتيه وحتى الوصول به إلى أعلى مستويات الإنجاز الرياضي يعتبر مرحلة طويلة مستمرة قد تستغرق عدة سنوات، فهي تبدأ بانتقاء اللاعب وتوجيه لنوع التخصص الدقيق داخل رياضة الكاراتيه وتصل في النهاية إلى انتقاء اللاعب ضمن الفريق الوطني "القومي" للدولة.
وتمر عملية الانتقاء بمراحل متعددة ومتتالية، تتلخص في الآتي:
*
المرحلة الأولى "الانتقاء التمهيدي في رياضة الكاراتيه":-
وهي مرحلة هامة في حياة الناشئ والناشئة حيث من خلالها يصدر القرار بمدى ملائمة إمكانات الناشئ مع متطلبات رياضة الكاراتيه بصورة عامة والتخصصية لمسابقاتها بصورة خاصة "قتال فعلي أو قتال وهمي"، لذا فإن تلك المرحلة الأولى من الانتقاء يفضل أن تبدأ بعد ممارسة الناشئ لرياضة الكاراتيه بشكل عام لفترة من 1-2، سنة وتلك الممارسة وتكون منتظمة حتى تظهر للمدرب أو القائم على عملية الانتقاء مستوى ثبات واستقرار لقدرات وإمكانات الناشئ المكونة للهيكل البنائي لحالته التدريبية "وظيفية، بدنية، مهارية، عقلية، نفسية،....الخ" والتي يمكن الاعتماد عليها في إصدار القرار الصحيح للإنتقاء.
وخلال تلك المرحلة الأولى من الانتقاء يراعى الاسترشاد بالعديد من الاختيارات والمقاييس المقننة علمياً والملائمة للمرحلة السنية للناشئ أو الناشئة والتي تتلخص في الآتي:-
* الحالة الصحية والإمكانات الوظيفية:-وهنا نجد أن كفاءة الجهاز العصبي المركزي وكذلك الجهاز الدوري وخصائص مؤشرات كفاءة الجهاز التنفسي تلعب الدور الأساسي لبدء الانتقاء للناشئ حيث أن تمتعه بمستويات عالية من كفاءة تلك الأجهزة يمدنا بدلالات لقدرة تلك الأجهزة على تقبل الأحمال التدريبية الخاصة بالانتقاء بمستوى الإنجاز الرياضي للاعب على مدار فترة الإعداد طويل المدى، كما يشير لإمكانية تحقيق معدلات عالية من التكيف الوظيفي لهذا الناشئ على المدى البعيد مما يحقق لنا الاستقرار في نتائجه المستقبلية.
* مستوى المتطلبات البدنية الأولية:-من المدرك حالياً ونتيجة للبحث العلمي واستخلاصاً من الدراسات في مجال التطور المراحل السنية مع الاختلاف قليلاً للقيم ما بين البنين والبنات، وبناء على ذلك يمكن تقييم مستوى القدرات البدنية الخاصة برياضة الكاراتيه خلال أي مرحلة سنية ومقارنتها بعد فترات متباينة بمسار نموها الطبيعي، وكلما كان هناك تميز لتلك القيم كان لدينا سند علمي للإنتقاء والتميز لهذا الناشئ ومن تلك المتطلبات الخاصة برياضة الكاراتيه هو مستوى كل من القوة المميزة بالسرعة لعضلات الرجلين والذراعين العاملة خلال الأداء الحركية لأساليب الدفاع والهجوم المتعددة، بالإضافة لتحمل السرعة والقوة والتحمل الوظيفي للأداء والمرونة والدقة والرشاقة والتوازن، وإذا أمتلك الناشئ تلك القدرات بمستوى فوق المتوسط في المرحلة الأولى من الانتقاء، فهذا يدل على ارتفاع قابليته للأداء والتخصص الرياضي في رياضة الكاراتيه مستقبلاً خلال المراحل التالية للانتقاء.
* الحالة النفسية والإرادية الأولية:-إن تقييم الحالة النفسية للناشئ والسمات الإرادية بشكلها المبدئي خلال المرحلة الأولى من الانتقاء للناشئ وتوجيهه نحو التخصصية في مسابقات الكاراتيه، وطبيعة رياضة الكاراتيه تشير إلى ضرورة تمتع الناشئ إلى متطلبات نفسية للفوز والارتفاع بمستوى الإنجاز ومنها الإصرار على الفوز وتحقيق نتائج متقدمة، المثابرة على بذل أقصى جهد والمحافظة على مستوى تنفيذ الأداء تحت ضغط المنافسة ومظاهر التعب المختلفة وهذا على سبيل المثال.
